وسط أزمة اقتصادية.. ارتفاع أسعار الخبز في إيران يفجر غضباً شعبياً

وسط أزمة اقتصادية.. ارتفاع أسعار الخبز في إيران يفجر غضباً شعبياً
بيع الخبز في إيران - أرشيف

شهدت إيران على مدى الأسابيع الماضية تصاعدًا حادًا في أسعار الخبز، ما أثار سخطًا شعبيًا واسعًا من أصحاب المخابز والمستهلكين على حد سواء. 

يأتي هذا وسط أزمات اقتصادية مستمرة، وتصاعد التضخم، وتراجع الدعم الحكومي، ما دفع بالخبازين إلى الاحتجاج ومطالبة السلطات بتدخل فوري لحل الأزمة، بحسب ما ذكرت شبكة "إيران إنترناشيونال"، اليوم الأربعاء.

وأعلن مهرداد موسوي مسئول اقتصادي بخوزستان ارتفاعاً في سعر الخبز بنسبة 52 % في المدن، و42 % في الأرياف، موضحًا أن هذه الزيادة ضمن “خطة وطنية عامة”.

وتجاوزت أسعار الخبر في الأهواز 1300 تومان للتافتون ولواش، و4950 للسنكك، و3250 للبربري. بينما السعر الرسمي يراوح بين 900 و5000 تومان حسب النوع.

ووفقًا لـIran Wire، تضاعفت أسعار خبز الباجيت من 19,000 إلى 35,000 تومان خلال ثلاثة أشهر فقط.

احتجاجات واسعة

نظم خبازو طهران احتجاجًا في 13 يوليو الجاري أمام وزارة الداخلية، احتجاجًا على خفض حصص الطحين، وسط تجاهل وسائل الإعلام الحكومية.

ودفعت ظروف إفلاس نقابة الخبازين في كرمانشاه، نوروز عزيزي، للقول إن نظام “نانينو” أصبح عبئًا إضافيًا على القطاع.

وتشير تقارير من مشهد وبوجنورد جمعتها منظمة NCR-Iran إلى أن الكثير من الخبازين أعادوا عدادات “نانينو” احتجاجًا، مؤكدين أنهم “ليسوا عبيدًا”.

وبحسب IranWire، تم اعتقال رئيس نقابة الخبازين في سقز و10 آخرين بعد إضرابهم عن العمل.

اختلافات كبيرة بين المناطق

من جانبها، نقلت الحكومة سلطة تحديد الأسعار للمحافظات، ما يعني اختلافات كبيرة بين المناطق، وأكد دافود قرارشبي محافظ تبريز أن التعديل يهدف لمنع التزوير وتقلب الأسعار، رغم تحمل الفقراء تكلفة مباشرة.

وأكد محمد جواد كرامي، رئيس لجنة الخبز في طهران، أن التسعيرة الرسمية لا تُطبق عمليًا، مطالبًا بإعلان “السعر العادل”.

ويعتبر ارتفاع أسعار الخبز الذي أساسًا في المنازل الإيرانية يُهدد الأمن الغذائي وكفاءة إنفاق الأسر، خصوصًا الفقيرة.

ويمثل الغلاء تهديدًا للاستقرار الاجتماعي، كما ربطته تقارير وسائل إعلام دولية باندلاع احتجاجات مماثلة حدثت عام 2022 عندما زاد الدعم.

بين الرقابة والإجراءات القمعية

هددت الحكومة بإغلاق وتغريم المخابز المخالفة، وأغلقت فعلياً عددًا من المخابز في قم وباكـدشت بطهران، ورغم التفتيشات، لم تُعلن بعد تسعيرة جديدة رسميا، حسب تصريحات رئيس غرفة تجارة طهران حميد رستكار.

ويشكّل ملف الخبز في إيران اليوم نقطة توتر حادة بين السلطات الفاعلة واقتصاد يعاني من أزمات مدمّرة. 

وبينما يشعر المواطنون بالضغوط، يسعى خبازو البلاد للضغط من خلال الاحتجاج والعصيان المهني، بانتظار قرارات واضحة من الحكومة تُعيد التوازن إلى هذا القطاع الحيوي.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية